يقول ابن كثير رحمه الله تعالى:
" أخبر تعالى في كتابه ، ورسوله في
السنة المتواترة عنه : أنه لا نبي بعده ؛ ليعلموا أن كل مَنِ ادعى هذا المقام بعده
فهو كذاب أفاك ، دجال ضال مضل ، ولو تخرق وشعبذ ، وأتى بأنواع السحر والطلاسم ،
فكلها محال وضلال عند أولي الألباب ، كما أجرى الله، سبحانه وتعالى على يد الأسود
العَنْسي باليمن ، ومسيلمة الكذاب باليمامة ، من الأحوال الفاسدة والأقوال الباردة
، ما علم كل ذي لب وفهم وحِجى أنهما كاذبان ضالان ، لعنهما الله .وكذلك كل مدع
لذلك إلى يوم القيامة حتى يختموا بالمسيح الدجال .
" انتهى من "تفسير ابن كثير"
(6/430-431)
لاشك اذن أن كل من ادعى النبوة بعد خاتم الأنبياء فهو كذاب دجال كيفما كانت حاله ودعواه وفسادها يغني عن افسادها ويوجب ردها ولكن زيادة في الخير وفي اقامة الحجة على هؤلاء المدعين والزامهم بما يؤمنون به وما سطروه في كتبهم ومن باب ''من تعلم لغة قوم آمن شرهم''كان لزاما علينا النظر في كتبهم ومحاكمتهم الى مفاهيمهم و قواعدهم ومن هذه المفاهيم على سبيل المثال لا الحصرمفهوم القدر المبرم .
وقد يتساءل البعض ما فائدة معرفة هذا وما حاجتنا اليه؟نقول ان معرفة مفهوم القدر المبرم ودلالته في كتابات الميرزا لا غنى عنه لمن أراد أن يفهم نبوءة بيغم بكل جزئياتها وكيف أنها نبوءة فاشلة بكل المقاييس ولمن أراد التحاور مع أتباع الميرزا في هذه النقطة .
فمثلا يقول الميرزا في كتاب عاقبة آتهم متحدثا عن صهر أحمد بيك الذي تنبأ بموته وهو ما لم يقع كالعادة:'' إنني أقول مرارا وتكرارا بأن مضمون النبوءة عن صهر أحمد بيك قضاء مبرم،
فانتظروها؛ وإن كنت كاذبا، فلن تتحقق هذه النبوءة وسأهلك ''
اذن فكما يبدو من هذه النبوءة فهي من القدر المبرم واذا عرفنا معنى هذه العبارة تيقنا من فشل هذه النبوءة فشلا لا شك فيه ولا ريب.وفيما يلي أذكر مفهوم الميرزا وتعريفه للقدر المبرم مع ذكر الكتاب الذي ورد فيه ذلك التعريف:
-يقول الميرزا:
1_ ومع أنه لا يمكن الجزم بشيء فيما يتعلق بالمنامات،
واللهُ تعالى يبدّل القدر غير المبرَم إذا شاء(التذكرة)
2_ والله جلّ شأنه يعلم أني
قد دعوتُ له بابتهال شديد عدّةَ ليال، وكان القضاء والقدر يبدو معقَّدًا ومبرمًا في
بداية الأمر، ولكن الله تعالى استجاب الدعاء في الأخير وبشرّني بإطلاق سراحه، فأطلعتُ
ابنه على ذلك بكلمات وجيزة(التذكرة)
3_ لو أن آتهم حلف فإن الميعاد
سنة واحدة بشكلٍ قطعي ويقيني دونما شرط، وأن القدر مبرم، أما إذا لم يحلف، فأيضًا لن
يترك الله تعالى مثل هذا المجرم، الذي أراد خداع العالم بكتمان الحق، بدون عقاب(التذكرة)
4_ قبل أيام رأيت في المنام أنه سيصيبك بلاءٌ وهمٌّ.
لا أحد يستطيع كشف مثل هذه الرؤى والإلهامات. كنتُ أخشى، فظهر هذا في نهاية المطاف،
كان قدرًا مبرمًا فوقَع. (التذكرة)
5_ وقال تعالى أيضًا: إن مشيئتنا مبرمة ولن تُرَدّ
الآن(التذكرة)
6_ ولكني نسيتُ الجملة الأصلية.
وهذا النسيان أيضًا يكون بمشيئة إلهية، وكأنه تعالى يعني بذلك أن يقول: هذا قدر مبرم،
ولا تبديل له الآن(التذكرة)
7_ وكذلك ستزول أمراضهم وأعراضهم
الجسدية أيضا إن لم يكن هناك قدرٌ مبرم (التذكرة)
8_ أي أن القدر مُبرَم والهلاك
مقدّر(التذكرة)
9_بمعنى أن موته كان مثل القدر المبرَم، وكأنه
المبرَم فعلاً، ولكن الله شفاه كإعجاز للمسيح الموعود. ذلك أن القدر المبرم غير قابل
للتبدل، ولكن من الأقدار ما يشبه القدر المبرم جدًا ويبدو مبرمًا في النظر الكشفي،
ومثل هذا القدر يمكن أن يلغى نتيجة العناية الكاملة والإقبال على الله من قِبل أحد
المبارَكين من أهل الله(التذكرة)
10_ كما رأيت في المنام قطعة
لحم، وتأويله الهمّ. كما رأيت أن في يدي بيضة فانكسرت (2)، وفي هذا أيضًا إشارة إلى
موت أحد. ولكن كل الأمور في المنام تكون قدرًا معلقًا غير مبرم، ويمكن أن يزول بالدعاء(التذكرة)
11_ أما ما أكّد الله عليه
بإيراد النون الثقيلة فيريد من ذلك أن يبدي القدر المبرم(التذكرة)
12_ عندما يكون القضاء والقدر
مبرمان ثم يباريهما أحد فكأنه يحارب الله(الملفوظات)
13_ وقال تعالى أيضًا: إن مشيئتنا
مبرمة ولن تُرَدّ الآن(الملفوظات)
14_ القدر المعلَّق والمبرَم:
لقد جرى الحديث حول زوال البلاء بالصدقات فقال :
نعم، هذا صحيح ولكن الناس يعترضون عليه ويقولون:
لماذا ينقسم القدر إلى قسمين؟ فجوابه أن التجربة تشهد على أن الإنسان يواجه أحيانا
مواقف خطيرة جدا فيقنط تماما ولكنها تزول نتيجة الدعاء والصدقة. فلا بد من الاعتراف
أنه إن لم يكن القدر المعلّق شيئا، بل القدر المبرم هو كل شيء فلماذا تُرَدّ البلايا
إذًا؟ وإذا كان الدعاء والصدقة ليسا بشيء، فلماذا تظهر مشيئة الله للعيان أحيانا لتخويف
الإنسان إلى حد ما ثم يزول ذلك الخوف نتيجة الدعاء والصدقات. إن مَثل تأثير الدعاء
كمثل الذكر والأنثى أي عندما يتحقق الشرط ويتسنى وقت مناسب ولا تكون هناك أية نقيصة
يزول ذلك الأمر. وعندما يكون القدر مبرما لا تتسنى تلك الأسباب لاستجابة الدعاء(الملفوظات)
15_ أن القدر المبرم قسمان:
مبرم حقيقي ومبرم غير حقيقي. المبرم الحقيقي لا يمكن أن يزول بأي حال. كما أن الموت
يوافي المرء لا محالة فلو أراد أحد ألا يصيبه الموت ويظل حيا إلى يوم القيامة فهذا
لا يمكن. والمبرم غير الحقيقي هو ما تبلغ فيه المصائب والمعاناة منتهاها وتبدو أنها
لن تزول بحال، فقد سمي ذلك أيضا مبرما مجازا. أما المبرم الحقيقي فلا يزول بحال من
الأحوال وإنْ دعا لزواله الأنبياءُ جميعا(الملفوظات)
16_ القدر على نوعين، الأو
هو القدر المعلَّق، والثاني هو القدر المبرم. عندما تتم مشيئة الله فلا تُرَدُّ. لو
أمكن ردّه لاجتنب الناس جميعا. من علامات القدر المبرم أن المرض يتفاقم يوما إثر يوم
وتتدهور الحالة. لقد زالت الحمى المستمرة منذ 9 أيام ولم يعد لها أدنى أثر، ولكن عادوت
مرة أخرى. لم يقل الله الطفل سيعيش أيضا بعد زوال الحمّى. كان من المفروض أن تتحقق
كلتا النبوءتين الإلهيتين، أي قد زالت الحمى، ومات أيضا في سنّ صغير(الملفوظات)
17_ وإنني على يقين أن الله
تعالى سيسمع دعائي حتما بشرط ألا يكون القدر مبرما(الاعلانات 1)
18_ لقد قلت مرارا وتكرارا
بأن نبوءات التخويف والإنذار التي يكون السبب وراءها معاقبة قوم متجاسرين لا تكون تواريخها
ومواعدها قدرا مبرما بل تكون قدرا معلَّقا. وإذا أصلحوا بالتوبة والاستغفار والرجوع
إلى الحق جسارتهم ورفضهم وكِبرهم إلى حد ما قبل حلول العذاب يؤجَّل العذاب إلى حين
حتى يعودوا سيرتهم السابقة(الاعلانات 1)
19_ ولما خافوا بشدة من الأعماق وارتعبوا كثيرا
كان ضروريا أن يؤخر الله تعالى موعد العذاب بحسب سنته القديمة فيؤخره إلى أن يرجعوا
كليا عن تجاسرهم واستكبارهم وغفلتهم لأن ميعاد العذاب يكون قدرا معلَّقا دائما ويؤخَّر
إلى أجل مسمى نتيجة الخوف والتوبة كما يشهد عليه القرآن الكريم كله. ولكن جوهر النبوءة
أي زواج تلك المرأة مني قدر مبرم لا يمكن زواله بأيّ حال، لأنه قد ورد بهذا الصدد في
إلهام الله: "لا تبديل لكلمات الله"، فلو زالت لبطل كلام الله. فإذا رأى
الله تعالى بعد ذلك أن قلوبهم قد قست ولم يقدروا المهلة التي أُعطوها لبعض الوقت فسيتوجّه
إلى تحقيق النبوءة الواردة في كلامه المقدس كما قال: ويردّها إليك، لا تبديل لكلمات
الله، ولا شيء متعذِّر عليَّ، وسأرفع جميع العراقيل الحائلة دون تنفيذ هذا الأمر(الاعلانات
1)
20_ تدبروا القرآن ولا تتكلموا
بجهل واعلموا أن آية: {وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا} لا تمت لهذه القضية بصلة، وإنما
تعني هذه الآية أنه حين ينزل القدر المبرم فلا رادَّ له، لكن القضية هنا تتعلق بالقدر
المعلق المشروط بشروط (الاعلانات 1)
21_ الآن إذا أقبل آتهم على
هذا الحلف فموعد هلاكه خلال عام واحد قطعيّ وليس معه أي شرط، والقدر مبرم(الاعلانات
1)
22_ ورد في الإنجيل أن المسيح
قلق وحزن بعد ما سمع خبر اعتقاله ثم قال لحوّاريه إن همّ حياتي هو الموت ثم سقط على
الأرض بعد قليل (أي سجد) ودعا إذا كان من الممكن لتزول هذه الساعة عنه، وقال يا أبي
إنك قادر على كل شيء فأزل عني هذا الكأس (1)، أي أنت القادر المطلق وأنا العبد العاجز
الضعيف ومن الممكن بإزالتك لها أن تزول، ثم قال: إيلي إيلي لِمَ شبقتني ثم أسلم روحه،
وترجمته: يا رب يا رب لمَ تركتني (2).
انظروا الآن، لم يكن الدعاء مستجاباً لأن القدر
كان مبرماً، وماذا يستطيع أن يفعل العبد المخلوق العاجز أمام إرادة خالقه القطعية،
لكن السيد المسيح أوصل إقرار عجزه وعبوديته إلى القمّة، مؤملاً باستجابة دعائه، لو
كان يعلم من قبل أن الدعاء سيُردّ ولن يُستجاب فلِمَ دعا لحفظه طوال الليل إلى الفجر؟
ولمَ ألقى نفسه وحوارييه في المشقة لشيءٍ لا يحصل(مكتوبات أحمدية)
23_"أمْرَاضُ النَّاسِ وَبَرَكَاتُه"
أي بركات الله، أي أن الفائدة من جعْلك مباركا هي أن ذلك سيكون سببا لإزالة أسقام الناس
الروحانية، وسيهتدي بكلامك ذوو النفوس السليمة ويرشُدون، وكذلك تزول الأمراض والأعراض
الجسدية أيضا إن لم يكن القدر مبرما(البراهين 1-4)
24_ لا شك أن هذه العلامات
تصدر من المؤمن الكامل من طرف واحد أيضا، ولكن هناك بعض الصعوبات في سبيل التعرف عليها
إذ أنه في بعض الأحيان يأتيه لطلب الدعاء منه أناسٌ لم يكتب النجاح في نصيبهم، وقد
كتب لهم قلم الله منذ الأزل قدرًا مبرمًا مخالفًا لما يطلبون فلا يستطيعون معرفة علامة
استجابة الدعاء لهذا المؤمن الكامل بسبب فشلهم في تحقيق بغيتهم، بل يزدادون شكوكًا
حول أمره، ولا يتمكنون من الاطلاع على كمالات استجابته. لا شك أن المؤمن الكامل يتبوأ
درجة كبيرة عند الله تعالى وتُحلّ من أجله وبسبب تضرعه ودعائه أمور معقدة كثيرة، وتُغيَّر
بعض الأقدار المشابهة للقدر المبرم أيضا، إلا أن القدر الحقيقي والمبرم فلا يُغيّر
بدعاء المؤمن الكامل ولو كان ذلك المؤمن الكامل يحظى بدرجة النبي أو الرسول أيضا(حكم
السماء)
25_ ولقد اشترطنا بكثرة عدد
المنكوبين لأن اختبار استجابة الدعاء لا يتم إلا بكثرة عدد الذي يتم الدعاء لهم، وإلا
فكما ذكرنا أنه لو كان عدد الذين يريدون الدعاء اثنين أو ثلاثة وكان القدر المبرم يحول
دون استفادتهم من الدعاء أي أن الإرادة الأزلية قد قدّرت قطعيا أنهم لن يتخلصوا من
بلاياهم وهذا ما صادف الكثيرين من أكابر الأولياء والأنبياء إذ حُرم بعض الناس من تأثير
أدعيتهم والقدر المبرم هو السبب في فشلهم من الاستفادة بالدعاء. فاتخاذ واحد أو اثنين
من المنكوبين معيارًا للاختبار طريق مخادع لأن فشلهم في الاستفادة بالدعا قد يكون عائدًا
إلى القدر المبرم من الله تعالى وبالتالي سيخفى عليهم تأثير استجابة دعاء هذا الولي،
بل قد يجرهم هذا الأمر إلى إساءة الظن بهذا الولي الواصل بالله فيظنوا به ظنونًا وبالتالي
يفسدوا دنياهم وعاقبتهم(حكم السماء)
26_ لاحِظوا
الآن، مع أن هذا الدعاء ما استُجيبَ لأن القدر كان مبرما -إذ لا تقوم لإرادة المخلوق
الضعيف قائمة أمام مشيئة الله الحاسمة(أسئلة ثلاثة لمسيحي والرد عليها)
27_ وقد جاء في هذا المقام
عن عكرمة حديث مفاده أن الملائكة يكونون مع الإنسان دائما لحفظه من كل شرّ، وعندما
ينـزل القدر المبرم يهجرونه(مرآة كمالات الاسلام)
28_ لا أرى في غير محله القول
بأنك إذا كنتَ تحظى بشرف المكالمة مع الله تعالى وتستطيع أن تسأله تفاصيل المجملات
وتواسي البشر أيضا - كما ادّعيت في رسالتك - فلتستفسر من الله أولا قبل تهديدي وتخويفي
بأن الإلهام المنذر الذي تلقيتَه منه بحقي هل هو مبرم وقطعي الوقوع أو معلَّق الوقوع؟
وكذلك هل الخوف أو العذاب الذي ذُكر فيه يمكن أن يُرفع عني إذا صرتُ تابعا لك؟
لو أخبرك الله تعالى أنه ليس مبرما بل هو معلَّق
فادعُ الله تعالى أن يوفقني لمعرفتك ويجعلني تابعا لك ، ويرفع عني ذلك العذاب. فهيِّجْ
بحر رحمتك بهذا الصدد واعمل بسنّة ذلك النبي الرحيم الذي رشقه قومُه بالحجارة وأدمَوه
فكان يمسح من وجهه الدم ويقول: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون." وكذلك
اعمل بسنته ( حين جاءه ملك الجبال وقال بأن الله تعالى أرسلني إليك وقال: لو شئتَ لسحقتُ
منكريك ومعارضيك تحت هذه الجبال. فقال (: لا أريد ذلك بل آمل أن يخرج من أولادهم من
يؤمنون بوحدانية الله.
وإذا أخبرك الله بأن هذا الإلهام مبرم وقطعي
الوقوع فلا تدعني إليك بل اقصص الإلهام على أتباعك وأثبتْ عليهم نبوتك وولايتك، فإن
دعوتي إليك في هذه الحالة عبث لأنه ما دعا نبي بعد وعدِ عذابٍ محتوم(مرآة كمالات
الاسلام)
29_ والله جلّ شأنه يعلم أني
دعوتُ إلى عدة ليالٍ بمجاهدة شاقة. كان القضاء والقدر يبدو معقَّدا ص654 ومبرما في
بداية الأمر ولكن الله تعالى أجاب دعائي في الأخير وبشرّني بإطلاق سراحه، فأطلعتُ ابنه
على ذلك بكلمات وجيزة(مرآة كمالات الاسلام)
30_فحين تحققت بعض أجزاء النبوءة في الميعاد بحيث
لا ينكرها أحد. ثم لو افترضنا أن موت صهره حصل بعد مضي الميعاد فسيكون بسبب معارضة
السنة الإلهية الموجودة في الكتب السماوية وهي أن تاريخ النبوءات بنزول العذاب وميعادها
لیس من القدر المبرم بل يمكن أن يتأجل ذلك الميعاد حتى بالتوبة والاستغفار الذي لا
يثبت عليه الإنسان فيما بعد(أنوار الاسلام)
31_الخامس: إذا حلف آتهم الآن، فهناك وعدٌ صارم
قطعي ومؤكد بنـزول العذاب غير مشروط بشرط، والقدر مبرم؛ فلن يترك الله دون عقاب مجرما
أراد خداع العالم بإخفاء الحق حتى إذا لم يحلف، وتلك الأيام - أي أيام موته - وشيكة
غير بعيدة(عاقبة أتهم)
32_ وليكن معلوما أن الوعيد يتضمن شروطا خفية
في الإرادة الإلهية، وإن كان في الظاهر خاليا من أي شرط، إلا أن يصرِّح الإلهام أنه
ليس هناك أي شرط، ففي هذه الحالة يكون القرار حاسما ويُصبح القضاء مبرما. إن هذه النقطة
من المعارف الإلهية - التي أُضمرتْ في سورة الفاتحة- لَجليلةُ الشأن وجديرةٌ بالتعظيم،
فتدبر. منه(عاقبة أتهم)
33_ إنني أقول مرارا وتكرارا
بأن مضمون النبوءة عن صهر أحمد بيك قضاء مبرم، فانتظروها؛ وإن كنت كاذبا، فلن تتحقق
هذه النبوءة وسأهلك، ولو كنتُ صادقا، فأيضا سيحققها حتما مثلما تحققت نبوءتي عن آتهم وأحمد بيك،
فالغاية المنشودة هي مضمون النبوءة، أما مواعيد تحقُّقها فتدخل فيها أيضا الاستعارات(عاقبة
أتهم)
34_ ثم ما قلتُ لكم إن القضية
على هذا القدر تمّتْ، والنتيجة الآخرة هي التي ظهرت، وحقيقة النبأ عليها ختمت، بل الأمر
قائم على حاله، ولا يردّه أحد باحتياله، والقدر قدر مبرَم
من عند الرب العظيم، وسيأتي وقته بفضل الله الكريم. فوالذي بعَث لنا محمدا المصطفى،
وجعله خير الرسل وخير الورى، إن هذا حق فسوف ترى. وإني أجعل هذا النبأ معيارا لصدقي
أو كذبي، وما قلت إلا بعد ما أُنْبِئتُ من ربي. وإن عشيرتي سيرجعون مرة أخرى إلى الفساد،
ويتزايدون في الخبث والعناد، فينـزل يومئذ الأمر المقدر من رب العباد. لا رادَّ لما
قضى، ولا مانِعَ لما أعطى. وإني أراهم أنهم قد مالوا إلى سِيَرِهم الأولى، وقست قلوبهم
كما هي عادة النَّوكَى، ونسوا أيام الفزع وعادوا إلى التكذيب والطغوى، فسينـزل أمر
الله إذا رأى أنهم يتزايدون، وما كان الله أن يعذّب قوما وهم يخافون(عاقبة أتهم)
35_ لا شك أنهم إذا وجهوا انتباههم
-باستيفاء الشروط- لإزالة البلاء فإن الله يرفعه، سواء كان نازلا على شخص واحد أو أكثر،
أو على بلد أو ملِك من الملوك، إلا إذا كان القضاء مبرما غير قابل للرد(حقيقة
الوحي)
36_ الآية
الرابعة والأربعون: هي أنه حدث بعد مدة من الزمن أنْ مرِض عبد
الرحيم خانْ ابن نواب سردار محمد علي خان
رئيس مالير كوتله بالحمى الشديدة ولم يبق في شفائه أمل وكأنه أصبح في حكم الميت.
فدعوت له، ولكن تبين بعد الدعاء أن القضاء مبرَمٌ.(حقيقة الوحي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق